الأن اجلس وحيداَ…
اعود الى بداياتى الأولى ,
الى منشئى ومنبتى,
الى فجرى اللائح فى الافق بازغا من عتمة الليل,
الى بدايات تكوينى,
الى متنفسى الأول ,
الى اول شعاع ضوء اقتحم عيناى ,
الى صرختى الاولى حين تبدل الحال.
من اين لى ان اعرف تلكم البدايات؟!
بدايات لم يعيها عقلى الوليد….
بدايات لم تسمعها اذناى اللتان ماعرفتا معانى العبارات….
بدايات لم يميزها بصرى العاجز عن ادراك الفروق….
بدايات لم تمسها يداى.
ولكنها بدايات يمكن اداركها من احاديث جدة او ثرثرة خالة !!!
كلمة من هنا وكلمة من هناك…
حين يذكرك الوالد بما كان..(هل نسيت حين كنا وحين كنت؟)
حين تستنهض الذاكرة الوليدة ما كان…
حين يدرك البصر معانى الاشارات…
وحين تعى الاذان ان هناك لغة لها دلالات.
حينئذ يدرك الوليد تبدل الحال.
لا شئ يسبق البدايات.
وبعدها يكون كل شئ!!!
يرهف السمع وتزداد حدة البصر,
تشتد اليدان الغضتان وتستوى الساق,
ينفرد الظهر وتستقيم الهامة فيتسع المجال,
عندئذ يدرك الطفل تبدل الحال!!!
وحين تسرع الحركة ويتقد الذهن
حين يكون استقراء ان هناك انا وهناك هم,,,
حين يدرك القلب والعقل
حينئذ يدرك الفتى تبدل الحال!!!
البدايات تصنع النهايات.
ينسب النهر الى المنبع,,,
وترسخ الشجرة على جذورها,,,
تأرز الأبل الى معاقلها والحية الى جحرها.
تعود الطيور المهاجرة الى اوطانها
فتسوق البدايات النهايات.
لادراك ما كان وماهو كائن ….؟
لابد من البحث عن البدايات….
اصل الوجود ومنبته…
مستودعه ومستقره…
لماذا اسد……؟
لماذا كسير……؟
لابد من العودة الى البدايات……………….
القاهرة
الخميس
التاسع عشر من يناير 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نشكركم للمرور