ها انا اعود
وقد عرفت مسعاى
دلنى نجمى الى الطريق
رايت العلامات
فاهتديت الى بداياتى
وعرفت مقصدى
ها انا اعود
وقد عرفت مسعاى
فانفتحت لى المغاليق
انكشف لى الطريق
فعرفت المستقر
ها انا اعود
اعود لامضى قدما
عازما الا اغيب
طرقت الباب فانفتح
وبان لى الستر
فلاح اول الدرب
ظننت طوله وعورته
وخشيت قفره و انعدام الدليل
ولكن حملتنى قدماى
فمضيت و سرت
لم احد ولم اترنح
لم اخش ظلمة
ولم اهاب التيه
اندفعت وتوغلت
وجدت نفسى فى شتاتها بين الجموع
تعرفت اليها وتعرفت الى
اجتمعنا
فاستانست بها واستانست بى
وانشغل كل منا بصاحبه
يسعد المرء حين يرى من يحب
ولكن السعادة مع النفس تفوق
رايت نفسى جميعا
فى باكورتها الاولى
فى منبتها
فى جميع بدايتها
فى طور تكوينها
شبها عن الطوق
وفى منتهاها
فعزمت الى ان اعود
لست وحدى
ولكن مع نفسى نمضى معا
لكم سعيت لان اعود
طال بى المكث
وتاه منى المبتدا
ولكن ان لى ان اعود
شدتنى اللهفة وجذبنى الشوق
وانكشف لى الستر
وعرفت الى اى البدايات اعود
عرفت نفسى فى جميع بداياتها
فى بدايات ادراكها ووعيها
فى بدايات غربتها وتغربها
فى بدايات وحدتها وتفردها
فى عشقها وجواها
فى عزمها ومضيها
ترددها واحجامها
عرفتها فى بدايات الالم والانين
عرفت بداياتى
وعرفت كيف اسير
فها انا الان على الدرب
اسعى مع نفسى لمبتداها
اسع معها واليها
واضعا قدماى
لاخطو اولى خطواتى
لاعبر لها على الجسر