مدونة شخصية بحتة تعبر عما يدور بصاحبها من خواطر

الاثنين، 18 يوليو 2011

على الجانب الاخر

حين عبرت الجسر

ووقفت على الجانب الاخر…

ما ان اجتزته…

حتى وقفت على اعتاب ماضىَ

نفذت الى داخلى

ودلفت الى اعماق اعماقى

ما ان عبرت

تراءى لى ما كان

ما مضى وولى

ما ذهب ولن يعود

رايته مجتمعا فى خبايا النفس

رايته كامنا فى حنايا الوجدان

رايته كسراج ملتهب داخل كرة

كرة زجاجية مغلفة بغلاف من حرير

غلاف شفاف غير نفاذ

كنجم اسود

لا تراه

ولكن طاقته تفوق كل طاقة مرئية

طاقة كامنة جاذبة مسيطرة حاكمة

حين عبرت الجسر

رايت ماكان

بيوتا كنت قد سكنتها

اناسا عرفتهم وغابوا

سمعت اصواتا الفتها وولت

مشاعرا احسستها ثم اضحت كانها لم تكن

مشاهدا رايتها ثم افلت كنجم غائب

ذقت  طعم ما اندثر وراح

شممت روائحا لها عندى عظيم الاثر

لكانى ارى حواس العمر الذى ولى مجتمعة

رايت امالى واحلامى

رايت الامى واساى

شاهدت افراحى وما ابتهجت له

رايت ما اضحكنى وابكانى

على جانب الجسر من الناحية الاخرى

من الجانب الخفى فى حنايا النفس

رايت ما خطر ببالى

خاطرة هنا وخاطرة هناك

رايت افكارى

كشهب ثاقبة فى سماء ملتهبة

كاحجار متساقطة على اراض وعرة

كموج البحر فى ليالى مظلمة

كرزاز المطر فى يوم قائظ

كنسيم الهواء فى ليلة عاصفة

رايت النقيض

ونقيض النقيض

ها انا على جانب الجسر الاخر

مجتمعا متفرقا

حاسرا غير مكشوف

الضد وضد الضد

ما زاغ البصر وما طغى

ولكنه الماضى فى لمحة واحدة

كدفقة ضوء هائل

كتلة من لهب

لهب بكل الالوان

الابيض والاحمر والازرق والاسود

لهب تشكلت به نفسى على مر الايام والليالى

تشكل به جسدى سائرا عبر ايقاع السنين

تشكل به عقلى من كر الحادثات و الخطوب

ما علق فى فؤادى من لاذعات الهوى ومُر الكروب

على جانب الجسر من الناحية الاخرى من حياتى التى ولت

لا بردا زمهريرا ولا حرا قمطريرا

لا اضواء ساطعة باهرة

ولا ظلمة قاتمة حالكة مهلكة

على جانب الجسر من الناحية الاخرى من حياتى الماضية

رايت اتحاد عناصرى

رايت ما سار على درب الزمن

زمنى وزمنى فقط

زمنى وليس زمن احد سواى

زمنى الذى ولى

زمنى انا بغير شريك